الاثنين، 8 مايو 2017

ثلاث قصائد
للشاعر ة المصرية
شَهدان الغرباويّ



أبناء "لينين"
عندما تتم عملية الاستنساخ، بنجاح
سأجلس إلى "فلاديمير  لينين" وأقصّ عليه كل ما حدث. سأقول عنهم :
سدنة الحقيقة، و ملاّكها المعتمدون
يحفظونها في جيوبهم الأمامية ، ثم يخرجونها على منضدة اللجنة المركزية
وحلية يلبسونها في محافل أرباب الأعمال بفندق "هيلتون الزمالك "
أو  يلوكونها مثل عِلكة في المؤتمرات الشعبية وانتخابات المحليات
*
الخفاء لديهم حتمية تاريخية
يواعد الواحد منهم أمّه سرا
يطلق على نباتات الشرفة أسماء حركية
ويتوقف عن مواصلة الحديث عند دخول القطة
هذه القطة مريبة
أغلب الظن أنها تقدم تقارير  وافية للجهات الأمنية
 
*
شاعت سجائرهم بينهم
السيجارة الواحدة تدور على جمهور الجالسين 
ولا يغارون
ولا يخشون انتقال الإيدز  أو  الزهريّ والسيلان
المهم أن تنضبط دماغ الثورة
*
يتسارقون كتبهم 
ولا يقرأون مقدماتها 
ثم يعرضونها بربع الثمن على رصيف شارع "النبي دانيال"
*
في الدورة التدريبية بــــ "بورتو  مارينا" تكون الفوارق الطبقية بلون أزرق سماويّ
والحبس في قضايا الرأي، شكّة دبّوس
وخصخصة شركات القطاع العام، تكون فتحاً مبيناً
 
*
وإذا سألتهم عن العمل في ملأ
يقولون: بهجة روح
و ينبوع حياة 
وإذا خلوا إلى أنفسهم
سبّوا له الدين
 
*
منظّرو البارات هم
الداخلون إلى مهرجان التنظير  في تراجيديا الغيبوبة
أو  كوميديا دكتاتورية البروليتاريا
يشربون نخب اللجان النقابية التى راقصت، على أنغام "التانجو "، العضو  المنتدَب، في حفل التكيّف الهيكلي ضمن كرنفال المعاش المبكر
 
*
يحذفون جغرافيا الكون بطبشور المقهى
فيحوّلون البحار  والجبال والساحات الشعبية إلى "كولخوزات"
والبشر  إلى فلاحين بزيٍّ موحّد
وعلى غرار  فيلم  "العتبة الخضراء"، يصعد أحدهم، في الأطلس المدرسيّ، لينزعَ  لافتاتِ المجموعة الشمسية والشمس والقمر  ويضع عليها أسماء الرفاق
مثلاً :
عطارد يكون شهدي عطية
الزُّهرَة، شحاتة هارون
الأرض، محمود أمين العالم
المريخ، زكي مراد
المشترى، يوسف صديق
زحل، محمد الزهّار
أورانوس، كمال خليل
نيبتون، أحمد سيف الإسلام حمد
بلوتو ، عريان نصيف
الشمس، شاهندة مقلد
القمر ، أحمد نبيل الهلالي
*
تراهم يتحلّقون حول الإله 
ويتحرّشون بظلّه
يدهسُ أحدهم قدمَ الظل ولا يعتذرُ
والآخر  يصدمه بكتفه ويلومه أن لم ينتبه
والثالث يصلي في حضرته بغير  وضوء
و جميعهم يطلُون وجوهَهم بالقارّ  كي لا يرون وجهَه
 
وعند الخطر  يلوذونَ باسمه.
وإن يسألوك عن المعاناة واليأس
قُل :
أرأيتم الجرذانَ تتورّط في معصرةِ نبيذ
كذلك هم يتألمّون
و كذلك يموتون
و كذلك تشخَصُ أبصارهم
أمام هوّة العدَم!



شعيرات اسمها الفضيلة
بالضبط
في هذه النقطة من السرير
عليك أن تحترق
وبمائي وحده سأًطلِع في عينيك رائحةً تنيرني
وتمدّدني ضمن صرخة تاريخية
حتى أن حوائط هذه الغرفة ستأخذ شكل عوجي
تخيل أن نعومتي لا تضغط على أصابع يديك باتجاه مفتاح الكهرباء
هل كان الليل سينكمش بالحرارة
*
الخشونة التي جعلتك إلى أسفل
ثقبت في رأسي حسابات عمرك الافتراضي
وأمهلتني أن أكتشف لنسيج الملاءة قدرة خاصة على استنفار شراستي
ولأنفاسي قدرة ناهشة على تقمص أكسيجين غرفتك
*
هل أطهّر شيئا قاصدا رئتيك
والطائر المعتم على جسدك الفاضح يجرّرنا إلى غشاء بحجم أمي وهي تخصّب بيادري البيضاء بشعيرات اسمها الفضيلة
ثم تتركني لشارع "الشهداء" رشيقة كفيروس
أنا أتخصّص في الصدور الآمنة
وأنتَ تتصرف كفأرٍ مخترع
وعندما يأتي شفق لمواراة الاكتشافات الليلية
بالضبط
في ذات النقطة من السرير
عليك أن تتهيأ
وعليّ أن أكرر مساحيقي
لكني مضطرة  لإعادتك سالما إلى مكانك بداخل علبة "البلمونت"
آلووو
الإسكندرية باردة يا( ليلى)
وأمي ما زالت تجلس أمام ساعة الحائط
و"اليونيسيف" تفكر في رشّ المناطق العشوائية بالــــــ
"One Man Show"
حالاً
سأفرغ من تدخينهم رجلاً رجلاً
ثم على باب مقهى"الكريستال" أفرغ حقيبتي الكبيرة من الحقوقيين أمثالي
في هذه اللحظة سأدخل مخلفة ورائي سواداً كمثرياً يميل إلى اليسار قليلاً
وكأية براءة
أجلس بانتظار المخالفة
هنا سيوافق الربّ رسمياً
وربما يمسَخ عينَي أمي ساعة حائط!


نجوى الأئمة
إمامي
أيها الورِع
ما من تعارض
بوسعى أن آتيك بشَعر خشن، وكفّين سميكتين، كغجرية
أنثر  ماء البحر على كامل جسدك
فتغادرك الأسقام
و أتطهر
*
بوسعي أن أتيمّم في رهبة بخورك
و أن أتهوّم في شجن العينين المباركتين
ذلك شجن جليل، يا صاحبي الأسمر ،كزيتِ الحبة السوداء
و رائق كصوت النهر
شجنك سأعاقره وأثمل على صوت "محمد رفعت"
حينئذ
سأرتقي
*
بوسعي أن أرشم جسدي كله بطواطمك الخاصة
فأدخل معك في صلاةِ ليلٍ سرية
وأقيم شعائرك وأناشيدك البيضاء ريثما نشهد سوياً قرآنَ الفجر
وتهدهد ابتهالاتُنا كتفَ المؤذن
وتواسي مخاوف روحي البرية
*
بوسعي أن أترجّل معك ، إلى ميدان "سعد زغلول" وكــــــ "الحلاج" نتّخذ شاشة العرض الكبيرة لنُطلِع العامة على مقامَي الوَجد والتوحّد
و نكشف لهم سرّ  الحلول وسرّ التلاشى
فنصفو
*
بوسعي
أن أطوفَ معك بحكايتنا وشفاهنا المرتجفة على المقاهى الشعبية، وأضرحة الأولياء
و نلوّح للسادة من العارفين
لنخبرَ  الجميع عن الوجهة الأخرى للخطيئة
و أنه بالعشق وحده تتطهّر العناصر وتشفّ
نجمعهم تحت سقيفة الروح ونلقي عليهم
ما فعله بنا العشق من نصاعة
*
بوسعي
أن أعيد معك قراءة الكون من جديد
فنصل سويا إلى تفسير حداثي لسفر التكوين ويوم البعث.

...........................
(*) القصائد من مجموعة شعرية جديدة، لم تصدر  بعد.
(*) اللوحتان، للفنان الأمريكيّ: مان راي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق