الجمعة، 5 مايو 2017

فصل من رواية

(ليل الصليب المعقوف)

للروائية البريطانية: كاثارين بوردكين

ترجمة المبدع الليبيّ: مأمون الزائدي


 

استدار الفارس نحو مُصلَّى هتلر المقدس الذي كان في وضعية هذه الكنيسة يقع  في الذراع الغربي للصليب المعقوف، ومع أوتار الأرغن الجاهرة بصوت عال  مؤثرٍ  و الوقع المديد للطبول المقدسة، بدأت طقوس غناء العقيدة .  كان هيرمن جالساً في كنيسة غوبلز في الذراع الشمالي، حيث  يمكنه أن يشاهد بسهولة  الفتى الوسيم ذا الشعر الحريري الطويل الناعم ، الذي كان يغنّي المعزوفات المنفردة. كان عليه أن يتلفّت نحو الغرب عندما استدار الفارس، ولم يعد يستطيع أن يرى الصبي إلا باختلاسة غير مباشرة، وبرغم أن التحديق في الشبان الوسيمين في الكنيسة  كان غير  معابٍ عادةً   ،إلا أن أي وضع خلال غناء العقيدة ما عدا الانتباه والنظر الى الأمام   كان يعتبر مدنساً له . غنّى هيرمن مع البقية بصوت ذكوري جهوري ورائع، لكن كلمات العقيدة لم تترك أي أثر  في أذنه أو عقله . كانت مألوفة جداً. فهو لم يكن غير متدين . وكان حضوره الحفل السنوي الكبير المثير للحماسة، والذي يتم استبعاد الجميع منه  ما عدا الهتلريين الألمان، يثيره حد الهيجان. ولكن هذا، كونه مجرد طقس للعبادة الشهرية المعتادة،كان عائلياً جداً ومملاً ليثير أي تحمّسٍ فيه، وخصوصاً إذا كان المرء مشغول البال بشيء آخر.  لم يسبق له أن رآى مغني السولو الجديد، الذي كان له وجه ملاك بطل يافع ، شديد البراءة ، ذي بشرة ناعمة جداً ومتورّدة، الى جانب صوت بنقاء ونبرة سماويتين . 
أؤمن، غنّى جميع الرجال والفتيان والفارس في انسجام تام
 بالرب الراعد، الذي خلق هذه الأرض المتجسدة التي يسلكها الرجال بأجسادهم الفانية، وبجنانه حيث كل الأبطال، وابنه  أدولف هتلر المقدس ، الرجل الوحيد. الذي  لم ينجِب، ولم يولد من امرأة، ولكنه انبثق!
(دوّى صوت الأرغن والطبول عالياً ،ورُفعت جميع الأيدي اليمنى كتحية تُقرّ بأنها كانت معجزة هائلة.)
 ..من رأس أبيه، هو الكامل، الابن- الذكر  الطاهر، من نحن، الفانون و المدنسون بالحمل والولادة  ، يجب أن نعبده الى الأبد ونمجده . يحيا هتلر. 
الذي لحاجتنا، لحاجة ألمانيا ،ولحاجة  العالم  . ومن أجلنا، من أجل ألمانيا،و من أجل العالم. نزل من الجبل، الجبل المقدس، الجبل الألماني، الجبل الذي لا اسم له ،ليمشي أمامنا  كالرجل الذي هو الرب، ليقودنا، لينقذنا،لكوننا كنا في الظلمة،في الإثم والفوضى والنجاسة، مطوقين بالشياطين، لينين، ستالين، روم[1] ،وكارل بارث[2]، أُسّ الشياطين  الأربعة، الذين وضع رقابهم تحت كعبه المقدس، وسحقهم الى غبار (بصرامة لطيفة بالكاد يمكن أن تسمى بالصرامة  زمجرت كل الأصوات الرجالية باقي الكلمات القديمة) .
 الذي، عندما  أنجز خلاصنا، مضى صوب الغابة، الغابة المقدسة، الغابة الألمانية،التي لا اسم لها  ؛حيث توحّد بأبيه، الرب الراعد، حتى لا نتمكن نحن البشر، الفانين، والنجسين منذ الولادة، من أن نرى وجهه ثانية. 
( صارت الموسيقى خفيفة، الأصوات المنسقة على وقع البيانو تترك أثراً حلواً معبراً ، بعد عزف مشترك طويل.)
 وأؤمن أنه عندما يتم إنجاز كل شيء، ويُدرج آخر رجل وثني في جيشه المقدس، فإن أدولف هتلر إلهنا سوف يأتي مرة أخرى بمجده  الحربي  على صوت المدافع والطائرات، على صوت الأبواق والطبول.
 وأؤمن بالتوأم أُسُّ الأبطال، غورينغ[3] وغوبلز[4]، اللذين كانا يستحقان  أن يكونا صديقين مقربين له .
 وأؤمن  بالفخر، بالشجاعة، بالعنف، والوحشية، وبإراقة الدماء، بالقسوة، وبجميع فضائل البسالة والبطولة الأخرى. يحيا هتلر. 
التفت الفارس مرة أخرى. فاستدار هيرمن وجلس بهدوء ليستأنف تأملّه لمغني الكورال الذهبي الشعر. كان صبياً أكبر من أن يكون محتفظاً بصوت طفولته. لابد أنه تجاوز الرابعة عشر. ولم يكن أي أثر  لزغب ذهبي قد ظهر بعدُ على خديه التفاحيين. كان له صوت رائع. جيد بما فيه الكفاية لكنيسة ميونيخ، نعم، جيد بما يكفي لكنيسة في المدينة المقدسة، حيث كان المرآب  المقدس، الذي فيه الطائرة المباركة التي كانت موجهة نحوها جميع كنائس الصليب المعقوف في هتلردوم ، بحيث كانت ذراع هتلر على خط مباشر مع الطائرة في ميونيخ، على الرغم من آلاف الأميال التي تفصل بين النموذج الصغير في كنيسة هتلر والشيء نفسه في أي مكان آخر.
فكّر هيرمن، "ما الذي يفعله الصبي هنا ؟ ربما كان يقضي العطلة . إنه ليس ابناً لفارس. انه مجرد نازي. يمكنني التعرف إليه دون التعرض لخطر التوبيخ . لابد  أن له شعبية و أنه مدلل إلى حد ما. "
 الفارس العجوز، وبعد بضع سعلات (كان موشكاً على  الاصابة بإلتهاب الشُعَب الهوائية)، أخذ  يتلو الآن بألمانيته المفخمة الممتعة القواعد الأساسية الراسخة للمجتمع الهتلري . بالكاد استمع إليه هيرمن. فقد كان يحفظها عن ظهر قلب، ومنذ كان في التاسعة.
 لأن المرأة  أرقى من الدودة،
 كذلك الرجل  أرقى من المرأة. 
و لأن المرأة أرقى من الدودة،
 كذلك الدودة أرقى من المسيحي 
و هنا وصل الى التحذير القديم الممل من تدنيس شرف العِرق . " ما  لا يرغب  أي رجل أبداً أن يكونه " فكّر هيرمن، مستمعاً  بنصف أذن.
 لذا يا رفاق،  الشيء الأكثر سفالةً
 الأحط والأقذر،
الذي يزحف على وجه الأرض 
هو المرأة المسيحية.
مجرد لمسها هو اقصى تدنيس
يطال الرجل الألماني.
 والتحدث إليها فقط يعتبر عاراً. 
إنهم جميعا منبوذون، الرجل، المرأة والطفل. 
أبنائي، لاتنسوا ذلك أبداً!
 تحت طائلة الموت أو ألم التعذيب 
حتى لو يُفصد دمكم.
 يحيا هتلر. 
بصوته الأجش الممتع و العجوز  قدم الفارس هذا التحذير الرسمي للغاية، وواصل  إلى غيره من القواعد.
 كما هو الرجل أرقى من المرأة،
كذلك النازي أرقى من أي هتلري أجنبي
ولأن النازي هو أرقى من أي هتلري أجنبي.
 كذلك هو الفارس أرقى من النازي.
و كما أن الفارس هو أرقى من النازي،
كذلك هو الفوهرر[5]  (من يباركه هتلر)
 أرقى من كل الفرسان، 
وأرقى حتى من دائرة العشرة الُمقرَّبين. 
وكما أن الفوهرر هو أرقى من كل  الفرسان،
 فكذلك هو الرب، ربنا هتلر، أرقى من الفوهرر. 
ولكن بالنسبة للرب الراعد وربنا هتلر
فلاأحد فيهما متفوق على الأخر،
 لا أحد يأمر،
و لا أحد يطيع.
 وهما متساويان في هذا السر المقدس. 
هما الرب. 
يحيا هتلر. 
سعل الفارس، وحيّا الجماعة، ورفع سلسلة الحديد المقدسة التي لا يمكن لرجل من غير سلالة الفرسان أن يحركها، و صعد الذراع الهتلري، وانعطف بحدة نحو اليسار، واختفى في الكنيسة. وانتهت بذلك طقوس العبادة . 
 تحرك الرجال والفتيان  للخروج من الكنيسة بطريقة  منظمة مدرّبة. تمنى هيرمن فجأة  لو كانت  العادة  الخروج على عجلٍ وتدافعٍ وتزاحم. كان ذلك الفتى  على وشك الخروج قبله  بوقت طويل . وسيختفي، أو سيكون محاطاً برجال آخرين. يا للشعرالواصل الى وسطه تقريبا !. هيرمن يريد أن يُضِيع يديه فيه، ويقبضه قبضاً قوياً، ساحباً رأس الصبي إلى الوراء. ليس كي يؤذيه كثيراً،بل ليجعله ينتبه إليه فقط. 
 صرخ شخص ما بالقرب من الباب صائحاً بأمر:
 "هيا، يا رجال. النسوة سيأتين الكنيسة  للعبادة . عجّلوا. لا تتوانوا هناك"
وكان هيرمن على استعداد تام للمغادرة . فليس هو الآن على الأقل  راغباً في معرفة شيء عن عبادة المرأة، مرة  كل ثلاثة أشهر كن يُسقن كالماشية ويجمعن في الكنيسة، الفتيات الصغيرات  الطفلات والنسوة الحوامل، العجائز الشمطاوات، كل شيء مؤنث يمكنه المشي والوقوف، باستثناء القليلات اللاتي تم تركهن في  مأوى النساء لرعاية الأطفال الرضع بين أذرعهن . لم يُسمح لهن  بالتحرك أبعد في الكنيسة من  ذراعي جورينغ وغوبلز ؛ لم يكن يسمح لهن بالدخول حتى تلك المصلّيات اللاتي للأبطال الأقل قداسةً. كان عليهن البقاء محشوراتٍ في نصف جسم الصليب المعقوف، مع عدم السماح لهن بالجلوس. انشغل نازيون بتنظيف الكراسي التي استخدمها الرجال. كانت أرداف النسوة  تعد أكثر تدنيساً للأماكن المقدسة من أقدامهن الصغيرة، وكان عليهن الوقوف في حين يحثهن الفارس على التواضع والطاعة العمياء والخضوع للرجل، مذكّراً إياهن بالنعمة الكبرى للرب هتلر في تركهن حتى الآن يحملن أبناء الرجال وأن يكون لهن هذا المبلغ من الإتصال بالسر المقدس للذكورة. في حين  يهددهن بأبشع العقوبات  إن كان لهن أي تماسٍ مع المنبوذين من الذكور، أو الرجال المسيحين، وبعقوبة أخف إن قمن عبر الحديث أو البكاء، أو بأي طريقة أخرى بمخالفة ذلك الإجراء ، ذلك القانون الضروري جداً للمجتمع الهتلري،  طقسُ إنتزاع الطفل -الذكر. 

 كان هيرمن وهو شاب أرعن في الثالثة عشر ، قد اختبأ ذات مرة  في الكنيسة خلال طقوس عبادة النساء ، مدفوعاً بالفضول، و بشعور لا نازي غريب من الاستياء من الإقصاء، حتى من شيء منحط جداً و مثير للازدراء . كان سيعاقب بشدة  لو تم القبض عليه . وسيفضح علناً ويتعرض للضرب حتى يفقد وعيه . ولم يُضبط ،لكن فعله الآثم جلب عقوبته الخاصة. تعرض لرعب شديد . مجرد رؤية هذا العدد الكبير من النساء جميعاً في قطيع ساكن وعلى مقربة منه، وليس مجرد  رؤيتهن يمشين على طول الطريق من المأوى إلى الكنيسة برؤوسهن الحليقة القبيحة الصغيرة وأجسادهن المنتفخة الناعمة والكريهة  يرتدين سراويل   وسترات نسائية ضيقة . وأووه، النسوة الحوامل وبشاعتهن، والعجائز الشمطاوات النحيلات برقابهن التي تشبه رقاب الدجاج الذي يطرح ريشه ، والفتيات الصغيرات الدميمات بأنوفهن السائلة ، وكيف كن يبكين كلهن !  كن يصرخن مثل جروات، مثل قطيطات، بصرخات حادة رقيقة وتنهدات. لسن آدميات  .بالطبع  ليس للنسوة أرواح ، وبالتالي فهن لسن آدميات ، لكن هيرمن فكّر بعدها ، عندما أفسح رعبه الطفولي الطريق لغضب صبياني لا معنى له، أنهن قد يحاولن أن  يكن مثل البشر.
 بكت الفتيات الصغيرات لأنهن كن خائفات. فهن لم يحببن الذهاب الى الكنيسة. كان عذاباً فصلياً وكن ينسينه في الأسابيع الطويلة  الفاصلة ، ثم يستولي عليهن مرة أخرى.كن فزعات من الفارس، على الرغم من أن ذلك الفارس بعينه كان لطيفاً بما فيه الكفاية. و لم يكن يوبخهن أو يقتحمهن كما يفعل بعض الفرسان في بعض الكنائس الأخرى . لكن كانت له تلك السلطة عليهن، أكثر من النازيين الذين يجب أن يقدمن لهم تلك الطاعة العمياء. قد يأمر الفارس بضربهن ،أو قتلهن . ثم و دائماً تقريباً ما تكون أمهاتهن يبكين في هذه العبادة الفصلية، وذلك ما يجعل من البنات أسوأ. ربما أخذ للتو من احداهن ابنها الصغير بعيداً عنها وقد بلغ ثمانية عشر  شهراً، يجلبه الأب بالطقس الاحتفالي المعتاد ("ايتها المرأة، أين هو ابني؟" "هنا، ياسيدي، هاهو ابنك، أنا، عديمة النفع، من أحضرته  -")، وأين هو الآن؟ ...يداه الناعمتان  بين أيدي الرجال الخشنة، الرجال المهرة والرجال المدربين، تحممه وتطعمه وتربت عليه، وتربيه على الرجولة. لم تكن النسوة بالطبع  يصلحن لتربية الأطفال الذكور ، وبطبيعة الحال كان  من غير اللائق للرجل أن يكون قادراً على الإشارة إلى امرأة وأن يقول " تلك هي والدتي ".. بالطبع لا بد من أخذهم بعيداً عنا، و لايعودوا  يروننا أبداً  وينسوننا  تماماً .كل شيء كما ينبغي أن يكون، انها ارادة ربنا  ، انها ارادة الرجال  ، بل إنها إرادتنا. 
ولكن على الرغم من أن المرأة قد تُمضي طقس الانتزاع كله بلا بكاء أو أنين، حتى انها قد تنطق الردود الرسمية بصوت  هادئ، وبرغم أنها قد تمتنع عن البكاء بعد ذلك، إلا أنها  ، عندما تصل الكنيسة في المرة القادمة ، فستكون على يقين من أنها ستنهار. كلهن معاً، تنخرط النسوة في نوع من الحزن الشامل. تبكي الواحدة على الأخرى، ومن لم تعاني من الانتزاع  منذ سنوات ستتذكر ألمها القديم وتفتتح الحداد بعويل حاد كحيوانة ثُكلت مؤخراً. وكلما منعهن الفارس من ذلك،  ازداد بكاؤهن وعويلهن . حتى الصارخين والصائحين من الفرسان لا يمكنهم أن يوقفوا النساء عن البكاء في عبادتهن. لا شيء يمكن أن يسكتهن ، إلا قتلهن جميعاً.
طلع الفارس من الكنيسة الهتلرية ووقف يراقب النساء والفتيات يُسقن من قبل النازيين . كن قد بدأن يشهقن بالفعل وبعض الصغيرات، على مرأى منه، وقبل أن يفتح فمه، شرعن في الصراخ مرتعبات  .إدراكهن وقد شابه الخوف الطبيعي، لم يمكنهن أن يرين  أن وجهه كان لطيفاً  ونبيلاً  ، مع بعض القسوة في أنفه الكبير المعقوف الذي يناقض جبهته العريضة الهادئة ونظرته الوديعة المتزنة . لم  يستطعن رؤية ذلك  في ملامحه ،وأنه بشعره الأبيض تقريباً ولحيته  ،كان وسيماً أكثر منه عسكرياً في سترته الزرقاء بلون السماء بصليب فضي معقوف على ياقتها البيضاء، يلبس بنطاله الخيشي الأسود الكامل، وعباءة الفارس السوداء المبطنة بالأزرق ، ترفل برشاقة من كتفيه. 
صارت جميع النسوة في الداخل ، خرج النازي، وصفع  الباب الكبير وراءه،   وأقفله حسب العادة  .سببت  الصفعة صراخاً أكثر صخباً . انفجرت امرأة بنشيج منخفض عميق. تذكّر الفارس قولاً ينسب إلى الرب هتلر: "أيها الألمان، لتقسُ قلوبكم. لتقسُ قلوبكم على كل شيء، ولكن وقبل كل شيء لتقسُ اعلى دموع المرأة. ليس للمرأة روح، وبالتالي لايمكن أن يعتريها أي حزن. دموعها كذب و خداع". 
لوى الفارس شفته تحت شاربه، ناظراً في رعيته ومفكراً ، "أعتقد أن شخصاً آخر قال ذلك. أيتها الأبقار المسكينة ، سيجيئكن ما ستبكينه أكثر وأكثر. "
لأن الفارس عرف ، ما لم تكن النسوة أنفسهن يعرفنه، وهو أنه في جميع أنحاء ألمانيا، في جميع أنحاء الإمبراطورية الألمانية المقدسة في هذا العام  720 للرب هتلر، قد ولد المزيد والمزيد من الأولاد الذكور .وكان فقداناً تدريجياً  للتوازن،بطبيعة الحال، و يسبب الآن عدم ارتياح شديد. لم نصل بعد نهاية كل شيء. هناك الملايين من الوثنيين اليابانين لم يتركوا دينهم ، والملايين من الأعراق تحت نير اليابانيين و الذين لم تتح لهم بعد فرصة مناسبة ليروا النور.وكذلك لايزال بعدُ معرفة ، إن كانت النسوة سيوقفن إكثار أنفسهن، وكيف يمكن لهتلردوم أن تستمر في الوجود؟  ، بعد مئات السنين من الخضوع التام  في ظل الدين الذي كان ذكورياً  تماماً، وعبادة الرجل الذي بدون أم،  الرجل الوحيد، بداالأمر  وكأن النساء قد يئسن أخيراً. لم يعدن  يولَدن الآن. قد يكون هناك سبب مادي. ولكن لا يمكن لأحد معرفته. هذا الفارس العجوز تحديداً ، الذي كان يعرف الكثير ، أكثر من اولئك الذين في الحلقة المُقرَّبة ، وأكثر حتى من الفوهرر نفسه، غرق هذا العجوز الألماني رمادي اللحية  لطيف الملامح ، في عمق تشكك إلحادي  منذ وفاة أبنائه الثلاثة لم يكن معروفاً  لسواه  ، نظر الى النسوة المصليات  بشعور بالشفقة  رحيم  و غير  ألماني.
"كل هذا خطأ"، كا ن يفكر ."هناك أشياء لا يستطيع الرجال القيام بها، لا يستمرون  طويلاً في نفس الطريقة الصارمة. ليس لخمسمائة سنة من دون أي تغيير أو  إراحة . يا للماشية المسكينة . يا لأجسادهن  الضعيفة القبيحة البائسة . لا شيء سوى الأولاد. السبب الوحيد لوجود المرأة ، هو حمل الأولاد ورعايتهم  لثمانية عشر شهراً. ولكن ماذا لو  مُحيت  النساء من الوجود على أيديهن؟ سيتخلص العالم من قبح لا يطاق. "
لأن الفارس عرف ، ما لايعرفه أي رجل آخر، وما لم  تحلم به أي امرأة مهما اجهدت خيالها البسيط الغائم، أن النساء كن  ذات يومٍ جميلات ومرغوبات  مثلما الأولاد، وأنهن كن يوماً محبوبات  . ما هذا  التجديف، كان يفكّر، لاوياً شفتيه قليلاً. أن تحب امرأة، في العقل الألماني،  هو مساوٍ  لمحبة دودة، أو مسيحي. النسوة  مثل هؤلاء الصلعاوات، بفروة الرأس الحليقة المجردة، و أشكالهن المؤنثة البائسة غير المنتظمة التي تبديها ملابسهن الضيقة المفتقة   - تلك الطريقة الخاضعة الكئيبة التي ينحنين بها في المشي والوقوف، رؤوسهن منخفضة، تبرز بطونهن والأرداف منتفخة للخلف .  محرومات من النعمة، بلا جمال ،بلا اعتدال ، فقد كانت كل تلك الصفات ذكورية. وإذا تجرأت المرأة على الوقوف كالرجل  فستتعرض للضرب. 
"أتعجب " فكّر الفارس العجوز ، " لم نجعلهن يمشين على أربع كل الوقت، ولم نستخرج  دماغ كل طفلة- أنثى  بعمر ستة أشهر. حسناً، لقد هزمننا . لقد دمرننا عن طريق القيام بما نطلب منهن ، والآن ما لم يقذف الراعد  بجمهرة من الألمان من رأسه فنحن على وشك  نهاية شائنة  ". بهذا الكفر،  البواح، انتهى الفارس من تأمله الخاص.
 " هدوءاً....يا نساء"، بدأ بالكلام ، مقطباً وجهه لهن  كمسألة شكلية  . "لا تزعجن الهواء المقدس في هذا المكان الذكوري المعظم  بصخبكن المؤنث وعويلكن . ما الذي تبكونه ؟ ألم يُنعم عليكن  دون كل الحيوانات المؤنثة  في  الوجود بالسماح لكن أن تكن أمهات الرجال ؟ "وتوقف هنيهة.  وفي همس متفرق كئيب خافت جاءه الرد : "نعم يا سيدي. نعم يا سيدي. لقد أنعم الرب علينا. "جاءت بعده موجة جديدة من البكاء وقد تساءلت النسوة أين ذهب الرجال الذين أحضروهن . إنه في الثانية عشر الآن ...هو  في الخامسة والعشرين ورودي  في الواحدة والعشرين ...لو كان هانز لا يزال حيّاً فسيكون في السبعين هذا الصيف، بلحية بيضاء كالفارس. طرأت تلك الفكرة الأخيرة على ذهن عجوز طاعنة جداً في السن مثيرة للاشمئزاز بشكل لا يصدق، واهنة تماماً بحيث لا تستطيع البكاء. 
واصل الفارس عظته. فقد كان  من الضروري  دوماً فعل الشيء نفسه. هناك عدد قليل من الأشياء التي يمكن للمرء أن يتحدث عنها إلى النساء . كن بالكاد أكثر تفهماً من كلب ذكي ، والى جانب ذلك، كان كل شيء تقريباً ، مقدساً جداً بالنسبة لهن كي يدنسنه بأسماعهن. وقد حُظر عليهن أي شيء له علاقة بحياة الرجال، وبطبيعة الحال كان من المستحيل أن تقرأ لهن، من كتاب  هتلر المقدس ، قصص المآثر البطولية للرب وأصدقائه. مثل هذه الأمور، حتى من مسافة بعيدة ومن زاوية أخرى، كانت مقدسة جداً لتقال في آذان نجسة . كان الشيء الأكثر أهمية  هو أن يُرسّخ في أذهان الصغيرات منهن أن لا يقاومن تعرضهن للاغتصاب. من الطبيعي أن الفارس لم يطلق عليه هذا الاسم ، فلم تكن هناك مثل هذه الجريمة التي تعرف بالاغتصاب إلا في مايتعلق بالأطفال القصّر . وهذا، كما يعرف الفارس، كان أقل، وأقل بكثير من أن يُجرّم  لصالح الفتيات الصغيرات منه من أجل  جودة العرق . فالفتيات الصغيرات والمراهقات قد يحملن بأطفال سقيمين ومعتلين كنتيجة للاغتصاب. أما بعد السادسة عشر، وقد نما الجسد جيداً  وصار نسوياً،فإنهن سيتجاوزن  هذا الخطر ، الإغتصاب يعني الإرادة والاختيار  ورغبة الرفض من جانب المرأة، ولا يمكن أن تكون هناك مثل هذه الجريمة. "
"ليس لكُن أن تخترن هذا الرجل أو ذاك "قال لهن" أو أن تقولي لست مستعدة" أو "لست مرتاحة، أو أن تنتابك أي نزوة نسائية  بمعارضة إرادة الرجل. ذلك يعود للرجل أن يقول، إذا رغب، "هذه المرأة لي حتى أملّ منها". وإذا رغبها بعده رجل آخر ، فليس لها معارضته . فهو رجل ؛ لأن معارضة المرأة لأي رجل (باستثناء المسيحي) على أي شيء هو كفر ومن أعظم الآثام  و أعلاها درجة. "
سعل الفارس،  وتوقف، لافتاً النظر، كي يسمح لهن أن يستوعبن ماقاله.
"لها أن تخبر الرجل الذي يمتلكها مؤقتاً ما حدث، وهنا تنتهي مسؤوليتها . والباقي من شأن الرجال ، وليس يسمح تحت أي ظرف أن  تتداوله الإناث. و بالنسبة لكن أيتها الفتيات "، وسلط نظرته  على اللواتي في السادسة والسابعة عشر من العمر،" عليكن بالخضوع والتواضع والفرح  بتنفيذ مشيئة الرجل، فمهما خطر في عقولكن الفارغة في اى لحظة، إنها  دائماً  إرادتكن  أيضاً  ،فلتكُن خصبات  وتنجبن  بناتٍ قويات" .
توقفت النسوة عن البكاء  على الفور، باستثناء ثلاثة أو أربعة كن غير منصتات . وفغرن جميعاً أفواههن . لقد كانت صدمة  أن يقال لهن أن يضعن بناتٍ قويات مساوية لضربة مدوخة على كل رؤوسهن الصغيرة الخشنة والحليقة . لم يستطعن تصديق آذانهن. ولم يتمكن الفارس من التصديق أيضاً  . كان قد اعتاد لسنوات عديدة التفكير في شيء  وقول شيء آخر؛ كانت حياته كلها نمطاً معقداً من السرية والخداع، بحيث لا يمكنه محاسبة  نفسه على ارتكاب مثل هذا الخطأ  الأخير القاتل  . صحيح أنه من الضروري  للنساء  أن يحملن المزيد من البنات، صحيح أن كل ألماني من فئة الفرسان المتعلمين  كان يؤرقه كابوس انقراض الجنس المقدس، لكنها كانت حقيقة  لا يتم التحدث عنها بحرية،ولا تقال أمام  النساء على الأقل . كان كل ما يعرفنه أنه في  أحيائهن النسائية الخاصة تمت ولادة عدد كبير من الشبان الذكور، ولكن ليس أن ذلك الأمر كان عامًّا. لو كن علمن  يوماً  أن الفرسان، وحتى الفوهرر قد يرغبون في ولادة الإناث بكميات كبيرة. وأن كل ورقة إحصائية جديدة تشير الى معدلات المواليد الذكور غير المتناسبة مع  الإناث بشكل مخيف  قد تسببت بتململ و نوبات قلق وأدت لعقد اجتماعات سرية لا نهاية لها، إذا ادركت النسوة مرة كل هذا، فما الذي يمكنه منعهن من  توليد درجة ما من احترام الذات؟ ،لو أمكن للمرأة أن تفرح علناً بولادة طفلة، فإن هتلردوم ستبدأ في الانهيار. بعضهن فعلن ، كان يعرف ، وفرحن سراً، فالفتيات على الأقل لا يمكن أن يؤخذن بعيداً عنهن، ولكنهن  كن الأكثر انطواءً، والأكثر جبناً، ومن النساء الأكثر أمومة حيوانية ، ورغم أنهن كن منطويات وخائفات وكالحيوانات  ،استطاع  بعضهن أن  ينطوين أكثر من غيرهن،  ويتوغلن أكثر في الشعور القليل غير الطبيعي والإنساني الذي يسمح لهن به ،وهو أن يكن فخوراتٍ بالطفل الذكر، بحماس لا يبدده  حتى ألم فقدانهن له . ولكن مهما كان ما تفكر وتشعر به النسوة لوحدهن، فلم يكن يُسمح في العلن بأي ابتهاج مهما ضؤل عند ولادة الأنثى. وكان حدثاً مشيناً،وحادثاً مفجعاً قد  يحدث بالطبع  لأي امرأة ولكنه لا يحدث لأفضل النساء، وأما المرأة التي لا تنجب إلا البنات، فقد كانت أعلى قليلا فقط من مجرد  العبء  الذي لا طائل منه على المجتمع الهتلري والميؤوس منها مدى الحياة وهي المرأة التي لا تنجب  إطلاقاً . "ولكن في الواقع،" فكّر الفارس، وهو يفتل شاربه ويتحسس لحيته البيضاء تقريباً، وهو ينظر  برفق الى رعيته  المذهولة  "  المرأة التي لها عشر بنات ولم تضع أي وقت مهما كان على محاولة انجاب ذكور  ستُعد، في هذه المرحلة، نجاحاً باهراً ". ثم ادرك  أنه ارتكب خطأ  .  " إنه العمر "، كا ن يفكر . "أنا أفقد السيطرة. يتمكن المرء من السير متوازناً  في العشرين، لكنه سيقع حتماً  في السبعين. "  لم يكن  في عجلة من أمره للتغطية على خطئه في الكلمات. كان يعرف أن الصمت مقلق للنساء. لذلك ظلّ صامتاً، ينظر إليهن ، وهن يواصلن فغر  أفواههن . ولكنهن في نهاية المطاف بدأن يتململن  غير مرتاحات. 
"أهناك مايزعجكن؟" قال لهن بأدب كما لو كن رجالاً، أو فرساناً . طريقته المهذبة أخافتهن . فتراجعن بعيداً عنه مثل حقل ذرة  في مهب الريح.
 "كلا يا سيدي، كلا،" همسن.  احداهن، أكثر جرأة أو ربما أكثر خوفاً هستيرياً من البقية ، همست لاهثة ، "يا سيدي، كنا نظن أنك قلت ... " 
"ما ذا تعتقدين اني قلت؟" سألها الفارس، لا يزال بتلك الطريقة المهذبة جداً. 
حينها عرفن كلهن  إلا امرأة  واحدة أنهن لم ينصتن . وكن يعتقدن فعلاً، بما هن عليه من الغباء المؤنث المعهود و المروع ، أنه قد قال لهن أن يحملن  ببنات قويات . وكان  ذلك خطأ فادحاً يقودهن للكفر . كان هو قد قال بالطبع "أبناء". " [6]Sohnen ." كانت الكلمة مثل القرع  القوي لجرس هائل. وكان الفارس قد قالها، بقوة، مثل رجل يسحب حبل ذلك الجرس. شعرت النسوة  بالذنب قوياً حتى تضرجن خجلاً، كلهن ماعدا واحدة. عاودن البكاء. عاد كل شيء كما كان من قبل. سعل الفارس، واستأنف خطابه.  عقب ذلك، ثم صرفهن وهو  يشكرهن ، وأشار  بجرس صغير  للنازيين  بالخارج كي يفتحا الباب ويسمحا لهن بالخروج و العودة إلى قفصهن ، كان هناك قدر ما من الثرثرة بصوت عال مندهش  .
 "اخرسن "، قال النازي بصوت خشن. كان هذا الانتظار لوقت عبادة المرأة واجباً مملاً ومهيناً. و بدأ بركل واحدة أو اثنتين منهن كما لو كن جروات  متعبات ، ليس بوحشية، بل بانفعال فقط. جفلت النسوة من طريقه وصرن هادئات للحظة ، ثم  بدأن مرة أخرى: "كيف أمكننا أن نفكرفي ذلك، هل فعلتِ ؟  أنا فعلت، ولكنه بالطبع لم يكن كذلك –
 أنا كلا، أنا لا أعرف ما الذي تتحدثين عنه، ولكني  أظن  أنه قال ذلك -  نعم، حسناً-  أوه، كيف يمكن لأي شخص أن يفكر  في مثل هذا الشيء؟ "
 لكن مارتا العجوز ، قالت وهي تمشي ببطء شديد على عكازين ، " لقد قال لكُن  أن تحملن ببناتٍ قويات ."
ربما كانت عجوزاً جداً بحيث  لا تعد امرأة على الإطلاق، وبالتالي  صارت بعيدة عن تلك المشاعر النسائية بالعار والمذلة  . لم تكن حرة، ولكنها أفلتت ربما بسبب السن من الخضوع النفسي. لم تكن رجلاً، كلا، ولكنها لم تكن امرأة  أيضاً ، كانت أشبه بشجرة  قديمة  قبيحة لحد لا يطاق. ليست بشراً ، و ليست أنثى. على أية حال  زال عنها التنويم المغناطيسي للفارس . ولكن بقية النسوة الأخريات كن يحتقرنها . كانت قبيحة مثلهن لكنهن كن  يرينها أقبح.  قالت عجوز مقززة  قذرة بلغت أرذل العمر ، تتحدث بألمانية منكرة بلا أسنان -  إنه كان لها أبناء – منذ مئات السنين – و لكن لا أحد يصدقها . 
"لم يقل ذلك - أبداً . كنا ظننا ذلك فقط.  لقد قال أن علينا ان ننجب  أبناء . بالتاكيد. أبناء. أبناء يا مارتا. هل تسمعين ؟ "
"أنا لست صماء" قالت مارتا . وكانت تلك حقيقة، كان لديها كل المظاهر غير السارة للتقدم في العمر إلا الصمم والخرف. "قال لكُن أنجبن بناتٍ قويات ." 
"انها كذبة. لماذا يقول شيئا كهذا؟ "
" أنا لا أعرف.  ولا يهمني لماذا . كان هذا ما قاله " .
أخذت النسوة يسخرن منها وتركنها تعرج  لوحدها، مقتنعة تماما وغير مهتمة : كانت متأكدة انها سمعت كلمات الفارس  كما كانت  متأكدةمن هذا الشيء الصلب الذي يطعنها أحياناً  في الظهر  وكان القصبة السميكة للراعي النازي ، و غير مهتمة كانت بعصاه أو به أو بأي شيء في العالم باستثناء الطعام (الذي تحصل على القليل جداً منه ) وذكرى باهتة لهانز، طفلها الأول. 
كان الفارس قد وجدفي  نفسه درجة من التعاطف معها، وكان على اتصال نفسي بها. كان تشّكك مارتا عميقاً جداً، كلا، كان أعمق بكثير مما في نفسه، على الرغم من وصولهما  إليه بطريقة مختلفة تماماً.
.......................................
(*) ليل الصليب المعقوف ( swastiks night)  هي رواية مستقبلية  كتبتها  كاثرين بوردكين، وكتب تحت اسم مستعار موراي قسطنطين، نشرت لأول مرة في عام 1937. وكانت الكتاب الذي اختاره نادي كتاب اليسار في عام   1940. وهو النادي الذي احدث اثرا يساريا بالغا في بريطانيا من العام 1936 وحتى العام 1948 . و الرواية مستوحاة من ادعاء هتلر  بأن النازية ستخلق " رايخ الألف عام  ". تم نسيان الرواية لسنوات عديدة، حتى أعيد نشرها في الثمانينات. و قد وصف  الشاعر والناقد و المؤرخ الأدبي الانجليزي  أندي كروفت بأنها "الأكثر اصالة من  العديد من روايات الديستوبيا في  مكافحة الفاشية العديد   أواخر  الثلاثينيات ".
ووصفها جون كلاوت الناقد والكاتب الكندي المختص بالخيال العلمي  بأنها "تشريح نسوي مثير  للحرب والتحيز  الجنسي والسلطة "، وهو يعتبر الرواية واحدة من " كلاسيكيات" الخيال العلمي خلال الحروب.  اما  الناقد  والاكاديمي البريطاني آدم روبرتس فيقول أن "قصة بوردكين بغيضة و فظيعة وتركيزها على الشأن النسوي يقدم نقدا صالحا جدا للفاشية ".
  كاثارين بوردكين هي روائية بريطانية كتبت الرواية المعنية بالمسائل الاجتماعية والروحية ولدت في 23 يوليو 1896  وتوفيت في 10 أغسطس 1963 ..  يمكن تصنيف العديد من رواياتها على أنها خيالية نسوية / خيالية ديستوبية. وقد كتبت أيضا تحت اسم كاي بورديكين وتحت اسم مستعار هو موراي قسطنطين. ثم كشفت  الكاتبة والاكاديمية دافني باتاي عن هوية "موراي قسطنطين" الحقيقية أثناء إجراءها بحوثاً حول الخيال الطوباوي والديستوبي في منتصف الثمانينيات. من اعمالها الروائية الاخرى انا كولكوهن 1922 والامل المعقول 1924  والرغبة المتمردة 1924 . وقد اعتبرتها صحيفة الغارديان التؤام المفقود لرواية جورج اورويل 1948 وعدها البعض الافضل من حديث المضمون والأعمق طرحاً.
(*) اللوحة، للفنان السويسريّ: ألبرتو  جياكوميتي





[1] ارنست يوليوس روم (1887-1934) كان قائدا المانياً وعضوا مبكرا في الحزب النازي وقبله فى حزب العمال الالمان كان صديقا مقربا وحليفا لهتلر و اسس معه كتيبة العاصفة وصار قائدها لاحقا وهي الجناح العسكرى للحزب النازي. في 1934 رآى فيه معارضا محتملا فاعدمه في ليلة السكاكين الطويلة.وتسمى ايضا عملية الطائر الطنان ،هي عملية تطهير اجريت داخل الحزب النازي.سحق بها هتلر معارضيه وانفرد ومؤيديه بالسلطة.
[2]   كارل بارث (1886 – 1968 ) مصلح وعالم لاهوت سويسري.كان معارضا شديدا لهتلر والحزب النازي وضد استيلاء هتلر على الكنيسة وادارتها من قبل نظامه.
[3] هيرمن غورينغ: قائد عسكري ألماني، رئيس جهاز الغستابو، قائد سلاح الطيران، سياسي نازي، نائب المستشار الألماني هتلر.
[4] باول يوزف غوبلز: وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، وأحد أبرز أفراد حكومة هتلر لقدراته الخطابية، وتولى منصب مستشار ألمانيا لمدة يوم واحد في 30 أبريل 1945 عقب انتحار هتلر. هو مؤسس فن الدعاية السياسية بلونها الرمادي.
[5] Der Fuehrer بالألمانية وتعني القائد أو الزعيم
[6] من الالمانية : ابناء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق