الخميس، 13 أبريل 2017

من شجاعة السرياليين.. أنتونان آرتو: موجّه إلى البابا

ترجمة: عدنان محسن



أقدّم هذا النص الذي كتبه آرتو في العام 1925 وهو عبارة عن نداء موجّه إلى البابا يعكس موقف السرياليين من الدين والدولة . لم يعترض البابا على هذا النص ولم تُحرق كتب آرتو، بل العكس، يُعتبر آرتو في فرنسا الكاثوليكية أحد أهم رموز الأدب الرافض. لا أعرف متى يتمكن العالم العربي الوصول إلى هذا الوعي، ولكن على الأقل ، علينا التسليم بأنّ الأدب الراقي لا يولد إلّا في رحم الحرية.



أيها البابا

ليس أنتَ كرسي الاعتراف

إنّما نحنُ

عليكَ أن تفهمنا

وعلى الكاثوليكية أن تفهمنا أيضاً

بينا وبين أرواحنا بما فيه الكفاية من الطرق والمسافات التي علينا اجتيازها،

كي تضع بين أرواحنا وبيننا قساوستك المهزوزين وكومة المذاهب هذه التي يتغذى عليها
مخصيو الليبرالية العالمية.

فكّر إلهك الكاثوليكي والمسيحي مثل الآلهة الأخرى بكلّ الآثام:

1 أنتَ وضعتَ الرب في جيبكَ

2 أننا لا نكترث بشرعك الكنسيّ، بمحرماتك، بخطاياك، بكرسي اعترافك، بقطيع كهنتك.

نحنُ نفكر بحرب أخرى، بحرب عليكَ، أيها البابا، أيها الكلب.

هنا الروح تعترف للروح.

من أعلى مهزلتك الرومانية حتى أسفلها، ما ينتصر هو الكراهية، كراهية الحقائق المباشرة للروح وكراهية النيران التي تحترق فيها.. لا إله، لا عهد قديم ، لا عهد جديد. ليست هناك كلمات تعيق الروح.

لسنا من هذا العالم، أيها البابا القابع في هذا العالم.

لا الأرض ولا الرب يتكلم من خلالك.

العالم هاوية الروح، يا أيها البابا الهرم، يا أيها البابا الخارج عن النفس،

دعنا نسبح في أجسادنا واترك أراوحنا حيثما وجدت،


فأننا لسنا في حاجة إلى سكين معارفك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) شاعر ومترجم عراقي مقيم في فرنسا
(*) المصدر: أدب وفن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق